الاثنين، 16 نوفمبر 2015

الصحافة المدرسية ودورها التربوي..(أ.د/عادل الفتياني)

تعتبر الصحافة عمل جماعي تبث روح التعاون والمشاركة بين ممارسي هذه المهنة والتي انتقل مداها وأفق تطورها على مر السنين لتشمل في أروقتها كافة القطاعات والمؤسسات الخدمية للجماهير ومنها المؤسسة التربوية او القطاع التربوي , فالصحافة تلعب دورا مهما في الحياة المدرسية لأنها تغرس بالطالب روح البحث والتنقيب عن الخبر وأيضا تزوده بالجديد في الحياة اليومية وتدفع الطالب الى المشاركة في الاحداث اليومية وتعلمه كيفية التعامل مع السلوك المدني والحياة الاجتماعية والتربوية فيصبح على علم ودراية بالمستجدات والتطورات على كافة الصعد وتمكنه من اعداد استطلاعات وبرامج اعلامية متعددة ومجدية غايتها نشر الثقافة والوعي بين صفوف الطلبة على مختلف المراحل الدراسية فكانت الصحافة المدرسية من اهم تلك الانشطة وهي لون من الوان الاعلام المقروء والتي حققت الاهداف التعليمية والتربوية بشكل حر من خلال نشاطها داخل المدرسة ..

** تعريف الصحافة المدرسية  :- 
هي نشاط حر ينفذ داخل المدرسة وهي مسؤولية تقع على الطالب في اصدارها واخراجها وطباعتها وتوزيعها وبأشراف من هيئة المدرسة المختصة بالاعلام التربوي والتي تطلق على نفسها بمسمى جماعة الصحافة وتخاطب مجتمع المدرسة من طلاب ومعلمين واولياء الامور وتلتزم بقواعد وأسس محددة من قبل المؤسسة التعليمية بما تنشره من مواد متنوعة وتتيح الفرصة للطلاب بالتعبير عن ارائهم وافكارهم وتخلق جو وفرص الابداع التربوي من خلال فنون الكتابة الصحفية ..

** دور الصحافة المدرسية بشكل عام  :-
الصحافة المدرسية تعنى بغرس القيم التربوية والمبادئ السامية بطريقة غير مباشرة, حيث يكون توجهها لبناء الاخلاق والسلوكيات وهذين الامرين ينعكس على الطالب في بناء شخصيته باسلوب تربوي سليم . ومن هذا المنطلق هناك عدة أمور تبرز دور الصحافة التربوي والتعليمي للطالب :
1- توثق صلة الطالب بمدرسته وبيئته ومجتمعه .
2- الاعتماد على النفس والثقة بالذات والجرأة .
3- تخلق للطالب نوعا من الخيال الابداعي والفكري من حيث اعداده للصحيفة ثم اخراجها وتوزيعها .
4- تساعده على غرس القيم والواجبات والاخلاق والمبادئ السامية في مجتمعه .
5- تغرس بالطالب الاحساس بحب الوطن والانتماء له .
6- تشجع الطالب على تعلم فنون وخبرات جديدة .
7- تجعله يربط بين الصحافة المدرسية والمقررات الدراسية من خلال لصق وتصوير المعلومات والمناهج الدراسية المقررة وذلك باسلوب تقرير صحفي مصور .
8- الاستعانة بمساعدة المعلمين في تقديم موادهم العلمية والتربوية للوصول الى عقلية الطلاب بطريقة سهلة وجذابة .

** الصحافة المدرسية ودورها في التعرف على مواهب الطلاب :-
هناك أمران اثنان كان للصحافة الاثر البالغ في توجيه الطلاب والتعرف على قدراتهم الذهنية وبتصوراتهم الخيالية وافراغها في واقع ملموس تتمثل بايجاد الحلول للوصول الى قرار . فالتفكير المبتكر للطلاب يساعدهم على الانتاج والتميز وبشكل حر وذلك بناءا على رغباتهم مع مراعاة ميولهم وتوجهاتهم بما يتناسب مع عرض لمعلوماتهم عن طريق التنفيذ والاخراج ومن خلالها نستطيع التعرف على ملاكاتهم الابداعية وصقلها .. وهذان الأمران هما :   
1- المواهب والقدرات الأبداعية : وهي التعرف على قدرة الطالب على التخيل ومن ثم نقل هذا التخيل الى واقع حي وملموس بطريقة مسموعة أو مرئية ويمكن للصحيفة المدرسية التعرف على هذه القدرات من خلال ممارسة الطالب لذلك العمل ولهيئة جماعة الصحافة أو الهيئة الادارية والتدريسية الدور الابرز في الاشراف ومساعدة الطلاب على كيفية التصميم الجيد لموضوع معين وبالشكل الذي يتناسب مع الجو العام والبيئة المحيطة , كطلب المعلم مثلاوهي  من الطلاب واقتراحه افكار جديدة ومتميزة عندها سيفاجئ المعلمون بابداعات الطلاب الغير متوقعة .
2- المواهب العلمية : وهي من الخطوات المهمة في عمل الصحيفة المدرسية , كجمع المعلومات ولابد من التفكير اولا بطريقة جمعها وذلك بالعودة الى الهيئة الدراسية او معلم الفصل الذي له الدور الاهم في تنسيق اراء الطلاب وتوجهاتهم الفكرية المختلفة والتوفيق بينهما . فالمعلومات التي يتم جمعها من قبل الطلاب تلعب الدور الهام في تكوين ذكائهم وقدراتهم على الابداع بحيث تبث فيهم روح حب الاطلاع وتقربهم اكثر للمطالعة وبالتالي تفجر فيهم الطاقات العلمية المخزونة بداخلهم .

** انواع الصحافة المدرسية  :- 
تنقسم الصحافة المدرسية الى نوعين :
1- الصحافة المطبوعة : وهي التي تطبع بعدة اشكال كجريدة او مجلة او كتيب وتحتاج الى كادر متكامل من هيئة للتحرير ومشرف فني ومنفذين للعمل من مراسلين ورسامين وخطاطين وهذا الكادر هو المسؤول الاول والاخير عن عملية تحرير واخراج وطباعة وتوزيع هذه الجريدة او المجلة او الكتيب ويكون اصدارها اسبوعيا او شهريا او فصليا بحسب البيئة الاجتماعية المحيطة بالمدرسة .
2- الصحافة الجدارية او الحائطية : تختلف اختلاف كلي عن المطبوعة من حيث الاسلوب والمضمون وقد تتم وتنفذ عن طريق اسلوب العمل والجهد الفردي او الجماعي للطلاب ويكون أهتمامها بنشر الاخبار والمعلومات والنشاطات المتوفرة داخل وخارج المدرسة ويتم تواجدها قرب الهيئة الادارية التدريسية في المدرسة او في اي مكان بارز وملائم للاطلاع من قبل الطلاب والمعلمين والزائرين من اولياء الامور والمسؤولين.. وتثبت على الجدار وتضع داخل اطار من حيث المظهر ملائم ومناسب وتتداخل فيها الاشكال والتصاميم والخطوط العريضة وبالوان متعددة جذابة وتكون صناعتها من الورق المقوى ( الكرتون ) ويكون اصدارها بالاتفاق مع ادارة المدرسة . 

ختاماً.. ان النشاط المدرسي الاعلامي لاغنى عنه حيث انه يمثل صلب العملية التعليمية وبدون النشاط الاعلامي الذي يعتبر الواجهة أو المرآة لما يدور في المجتمع المدرسي تنهار احدى ركائز العملية التعليمية فهو المتنفس الحقيقي للطلاب بالتعبيرعما يدور في نفوسهم وافكارهم لذلك فالصحافة المدرسية اتت مكملة لعملية بناء هرم متتابع يشارك بفاعلية واضحة في بناء شخصية الطالب النفسية والفكرية على أسس ومرتكزات وقيم وأخلاق ومبادئ وعادات وتقاليد المجتمع المتواجد فيه بأسلوب مرن وبطابع تغلب عليه السهولة البعيدة عن التعقيد وتتيح الفرصة للطالب بالتعبير عن أرائه الدفينة والمختزنة واخراجها باستقلالية ومسؤولية تثبت للطالب مستوى ابداعه وتربيته بصورة سليمة .. 
تقبلوا تحياتي ..  
إضغط هنا لرؤية التعليقات

0 التعليقات