‏إظهار الرسائل ذات التسميات عامة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عامة. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 21 مارس 2016

ألف، باء، تاء التقنية، الأبجدية التي يجهلها المُستخدم العربي





بداية وقبل الخوض في التفاصيل ارغب في التنويه إلى أن المقال لا يتجه إلى التعميم، فأي مقال مبني على التعميم هو مقال خاطئ نصًّا ومضمونًا. وأي تشابه بين المحتوى وأحد التعليقات مُجرد صدفة غير مقصودة وليست موجهة ضد أي قارئ بشخصه الكريم. وأخيرًا هذا المقال يُعبر عن وجهة نظر الكاتب لوحده، ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية.
يجهل الكثير من مُتابعي الأخبار التقنية عربيًا وحتى عالميًا أن الخبر يمر بالعديد من المراحل أو المُرشّحات قبل أن يظهر للعلن بصورته الأخيرة، وهنا لا أقصد مراحل التدقيق اللغوي والإملائي، بل أقصد صحّة المعلومات الواردة، وفهم التقنية المذكورة بشكل كامل قبل كتابتها ضمن الخبر؛ وعلى سبيل المثال لا الحصر، يُمكن للقارئ العودة إلى أي خبر يتناول ميّزة اللمس ثُلاثي الأبعاد التي طرحتها آبل في هواتف آيفون، ليجد أن تقنية اللمس ثُلاثي الأبعاد تُتبع دائمًا بشرح عن هذه التقنية مما يوفّر على المُستخدم البحث.
وما تقنية آبل الجديدة إلا مثال بسيط على الكثير من التقنيات التي نسعى دائمًا كفريق عمل للنقاش حولها وشرحها داخل كل خبر رغبةً منا في إزالة الغموض لأي قارئ أيًا كان اختصاصه أو مهنته، ضمن حدود الخبر، ودون الإطالة أو الخروج عن المضمون الأصلي.
لكن المُفاجأة تأتي دائمًا من التعليقات سواءً في الموقع أو على الشبكات الاجتماعية، هذا لا يعني أنه لا يحق لأي مُستخدم التعليق، لكننا في عصر أصبحت فيه عملية الحصول على المعلومة أسهل بكثير مما كان عليه الحال في السابق، خصوصًا مع وجود مواقع مثل جوجل ويوتيوب التي تُعتبر المرجع الرئيسي للكثير من الأشخاص.
نوعية التعليقات تختلف باختلاف الخبر ومضمونه، لكن ما يُفاجئني هو الكسل الذي يُصيب البعض، فهو لا يستخسر كتابة تعليق مُحبط لصاحب الخبر، المقال، أو النصيحة، لكنه يستخسر التوجه إلى جوجل للتأكد من الكلمات التي يكتبها.
مُؤخرًا، نُشر خبر يتناول موضوع حجب فيس بوك لعبارة ” السلام عليكم ورحمة الله وبركاته “، وهو خطأ تقني من خوارزميات فيس بوك تم تصحيحه بشكل شبه فوري، لكن مجموعة من التعليقات كُتبت على الرغم من أنها لم تحترم قُرّاء الموقع، ولا زواره، ولا كاتب الخبر، ولا أي شخص !
وما خبر فيس بوك إلا نقطة في بحر النصائح التقنية التي تُنشر يوميًا، فكثيرًا ما تجد تعليق مُؤلّف من ثلاث كلمات فقط “الطريقة غير صحيحة” دون أن يبذل صاحب التعليق جُهدًا في كتابة نوع جهازه، حاسبه، المُتصفح المُستخدم أو حتى سرعة اتصال الإنترنت لديه، وبالتالي ضرب بجهد الكاتب عرض الحائط وأحبط الكثير من المُتابعين فقط لأنه وجد أن الطريقة المذكورة لا تعمل، وأنا أشك أنه حاول أكثر من مرّة وتأكد من أن المواصفات المذكورة بداخلها تنطبق عليه.
لا أُهاجم أي قارئ من قُراءنا الكرام، فنحن دائمًا ما نحرص على مُتابعة التعليقات والحرص على الإجابة على جميع الاستفسارات، لكن من الضروري أيضًا أن يمتلك القارئ جزءًا من الثقافة التقنية التي هو موجود هنا لأجلها، فالعلاقة بين الكاتب والقارئ يجب أن تكون مُتوازنة وليست فقط من طرف واحد. الكاتب يتعب للوصول إلى شرح مُبسّط لفكرته لتُلائم الجميع، والبعض لا يُفكر حتى في الضغط على زر “إنتر” في لوحة المفاتيح للنزول إلى سطر جديد في صندوق التعليقات وشرح مُشكلته بالتفصيل.
وبعيدًا عن التعليقات السلبية تجد بعض التعليقات التي ليس لها علاقة بالمحتوى، فخبر يتحدث عن فتح مصدر لغة مُعيّنة يتبعه وابل من التعليقات التي تسأل عن إمكانية القيام بعملية فك قفل ” جيل بريك ” بعد فتح المصدر، وكأن لغة البرمجة التي كُتب بها النظام، لها علاقة مُباشرة بهذه العملية.
ولا يكتمل الحديث دون نظرية المؤامرة التي تُلصق بنا كمُحررين، فعندما يُنشر خبر يتحدث عن استحواذ نظام أندرويد على حصّة الاستخدام في سوق الأجهزة الذكية نُتّهم أننا مُنحازون لصفّه، وعند نشر خبر عن دعوى قضائية ترفعها آبل على شاومي على سبيل المثال لا الحصر، يأتي من يقول أن الكاتب من المُتعصبين لآبل وأنه لا يفقه شيء تقنيًا وغيرها الكثير من العبارات.
باختصار، إن كُنت تملك مُحتوى أجمل وتقوم بالكتابة بشكل شبه يومي وتجد أنك معصوم عن الخطأ فارجو منك شخصيًا أن تُشارك مُحتواك الثمين معنا لنتعلم منه، وإن كنت لا تكتب وتركيزك مُركّز في مكان آخر، فأيضًا الدعوة مفتوحة لإيصال قدراتك التي اتشرّف دائمًا بالاطلاع وتسليط الضوء عليها دون تردد إن كانت تستحق ذلك.
أما إذا كُنت من الفئة المُستهلكة فقط فأتمنى من كل قلبي أن تتعامل مع التقنية من منظور آخر، فلا تقل لي أنك تستخدم ويندوز لينكس ! لأن ويندوز نظام تشغيل، ولينكس نظام تشغيل آخر، وهُناك فرق كبير بين نظام التشغيل والبرنامج، تطبيق الهاتف وموقع الإنترنت، دقّة الكاميرا أو تركيز العدسة الخاصّة بها، وهي معلومات نسعى بشكل دائم لإيضاحها.
إن سها أحد منا فنحن في النهاية بشر، ويُمكنك الإستعانة بمحرك جوجل للبحث عن المعلومة الصحيحة ومُشاركتها مع قُراء الموقع الذين يسعون أيضًا للحصول على المعلومات التقنية أولًا بأول، فصيحة المُنتديات انتهت، وأصبحنا في عالم افتراضي تشاركي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
ولا يجب أن ننسى أنه بإمكان أي شخص طرح سؤال عبر الشبكات الاجتماعية أو حسابات الكُتّاب الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي لتحصل على إجابة دون تردد، وبكل رحابة صدر وتقدير.
لا أُقلل من شأن أي شخص كتب تعليق أو عبّر عن رأيه أو تجربته، لكن من الضروري أن تتم مُراعاة الكاتب والقُراء، وكتابة المُشكلة بشكل مُفصل لعل الكاتب أو أحد القُراء يُساعد في حلّها وبالتالي يتم نشر الفائدة بأكبر قدر مُمكن.
الأسلوب هو من يجذب الإنسان لأي شيء، ومُتابعة الأخبار من البوابة العربية للأخبار التقنية يعني أن الأسلوب المُستخدم أعجبك شخصيًا، وبالتالي احرص على أن يكون أسلوبك مُميّزًا لترك الأثر داخل الموقع.
إقرأ المزيد

العلم والتقنية وتأثير المناهج الدراسية العربية في أحدث التقنيات العالمية



كان العام 2015 مليئًا بالأحداث التقنية على كافة الأصعدة، فمن الأجهزة الذكية كالهواتف والحواسب اللوحية، إلى التطبيقات وخوارزميات الذكاء الصنعي، مُرورًا بالصعود إلى الفضاء وإرسال صور دقيقة لكواكب كانت مُجرّد تخيّلات، وانتهاءً بأجهزة تقنية قابلة للارتداء تقيس نشاط المُستخدم من خلال معصم اليد أو من خلال وضعها داخل العين مثل العدسات اللاصقة، دون نسيان أجهزة الكشف عن نسبة السكر في الدم وتحليله دون عناء أبدًا.
ولو طُرحت هذه الأفكار قبل 15 عام من الآن، لوصف طارحها بالمجنون، فكيف يُمكن لعدسة لاصقة توضع داخل العين أن تُعطي الكثير من التفاصيل عن صحّة المُستخدم؟ أو كيف يُمكن لعدسة نظّارة شفّافة تمامًا أن تعرض نافذة غير موجودة في المشهد الحقيقي؟
وعلى الرغم من أننا نُعاصر الثورة التقنية بأشكالها المُختلفة، إلا أن الكثيرين ينظرون لها نظرة الاندهاش، متبوعة بتساؤل مهم يتلخّص بـ ” كيف أمكنهم القيام بذلك ؟ “، ثم ننتقل للشمّاعة – كما أُحب تسميتها – التي نُعلّق عليها تقصيرنا في هذا المجال ونكتفي بدور المُتفرج فقط، واضعين طاقاتنا الكامنة في هموم حياتية من المفروض أن لا نضيع وقتنا فيها لأنها في البلدان المُتقدمة من الحقوق وليست من الأحلام!
النظرة السوداوية أو نظرة اليأس السابقة ينبثق منها بصيص من الأمل موجود في أهم منظومة في بلداننا العربية – ليست منظومة الدفاع العسكري بكل تأكيد – وهي منظومة التعليم.
قد ننظر إلى نظّارة جوجل Google Glass على أنها اختراع تقني هائل، وهي بالفعل كذلك، لكن نظرة الذهول تُغطّي على بساطة المبدأ العلمي المُستخدم فيها، بعد تجريد الكثير من المفاهيم التقنية، الذي لا يُمكن لأي شخص أنهى المرحلة الإعدادية عدم الإلمام به.
الموشور Prism أو المنشور كما يُسمى في بعض الدول هو عبارة زجاج شفّاف من الوسط، يُساعد في تحليل الضوء إلى ألوانه الأساسية أو ألوان الطيف إن صح التعبير، وبالتالي يدخل الضوء بلونه الأبيض، ليخرج من الطرف الآخر بألوان الطيف المُختلفة.
هذا الموشور ذاته الذي لطالما تحدث عنها أساتذتنا الأفاضل في المدارس هو ما تعتمد عليه نظّارة جوجل الذكية، فباستخدامه يتم إدخال الصورة التي ترغب النظّارة بعرضها لتخرج من الطرف الآخر للموشور إلى شبكية العين Retina مُحدثة الرؤية للصورة التي تظهر بطريقة لطالما أذهلت العالم.
فلنترك نظّارة جوجل وموشورها قليلًا، ولننتقل إلى ويندوز فيزتا Vista من مايكروسوفت، لو عدنا بالوراء قليلًا وتحديدًا إلى ويندوز XP لوجدنا أن الآيقونات الموجودة داخل النظام لا يُمكن تكبيرها، أو عندما يتم تكبيرها تظهر بشكل نُقاط بشكل قبيح بعض الشيء.
لكن في ويندوز فيزتا عولجت هذه المُشكلة إلى حد كبير، وأصبح المُستخدم قادرًا على تغيير حجم الآيقونة كيفما يشاء دون أن تتأثر دقّتها أبدًا، وهذا المفهوم نفسه أصبح مُستخدمًا في الويب من خلال خطوط خاصّة لهذا الغرض.
الفكرة وراء تبنّي الآيقونة الحجم الذي يرغب به المُستخدم دون مشاكل هي الأشعة ( المتجهة ) Vector، فعوضًا أن تكون الآيقونة عبارة عن نقطة أو مجموعة نقاط ثابتة، تم تمثيلها في فيزتا باستخدام الأشعة الهندسية التي تبدأ من نقطة ثابتة ينطلق منها الشعاع في وسط ثُلاثي الأبعاد دون أن يتأثر.
فلننسى أيضًا الهندسة والرياضيات ونعود للفيزياء من جديد بأحد أشكالها البسيطة، من منا لا يذكر القانون: المسافة تساوي السرعة مضروبة في الزمن ؟ أشك أن أحدًا لم يسمح بهذا القانون قط، لكن أين يُمكن إيجاد تطبيقه في العالم التقني؟
إذا كُنت من مُحبّي السيارات فهذا القانون مُستخدم في نظام المُستشعرات ( الحسّاسات) Sensors الموجودة على جوانب السيارة، والتي تخبر السائق عن المسافة المُتبقيّة بينه وبين أقرب عنصر خلفه أو أمامه ليتجنّب الاصطدام به، وهذه العملية تتم من خلال مُرسلات أشعّة ومُستقبلات تنتظر انعكاسها لقياس الزمن الذي قطعته لتنعكس من جديد بعد إرسالها بسرعة مُحددة.
طبعًا جميع الأمثلة الواردة في الأعلى هي أمثلة مُجرّدة من التقنيات العالية المُستخدمة، أو قد تكون من المبادئ التي لم يعد الاعتماد عليها أساسيًا بفضل التقنيات الحديثة، لكنها وبكل تأكيد كانت ولا تزال جزءًا لا يتجزأ من أساس التقنية الحديثة.
العلم والتقنية من العناصر المتوفرة في وطننا العربي، لكن ما ينقصنا هو الأسلوب لتوظيفها بشكلها الصحيح. لا يُمكنني لوم أساتذنا الأفاضل على عدم إضافة المتعة إلى المناهج، لكن من الضروري جدًا أن يتم إيجاد حل لهذه المُشكلة، فالمعلومات التي ندرسها ليست قديمة، لكن أسلوب تقديمها للطالب هو الأهم من وجهة نظر شخصية، دون إهمال الجزء الأهم الذي يقع على عاتق الطالب نفسه أيضًا.
أن تلوم شخص بعمر يتراوح بين 12 سنة و18 سنة يُعتبر من الأمور التي لا يقبلها المنطق العقلي خصوصًا أن اللوم يأتي من أشخاص لا يقل عمرهم عن الثلاثين، وبالتالي خبرة الحياة التي حصلوا عليها أعلى بكثير من الطلاب.
لا يُمكن لمعادلة رياضية أن تكون صحيحة إلا في حالة تساوي الطرفين بطريقة أو بأُخرى، ولهذا السبب يجب أن يبذل طرف المعادلة الأول –  وهو الطالب – جُهدًا أكبر في محاولة الربط بين المعلومات التي يحصل عليها من المدرسة مع الأمور التي يحبها والتي يعتبرها من شغفه. أما الطرف الثاني المُتمثّل بالهيئة التدريسية فالثقل عليهم أكبر لمحاولة مواكبة ما يدور حولنا من أحداث تقنية على كافة الأصعدة ومُحاولة تضمينها أو تقديمها كمثال دون الخوض فيها كثيرًا لترغيب الطلاب بالعلم أكثر وأكثر.
صحيح أن العلاقة بين الطالب والمُدرّس هي كالمعادلة، لكن يجب أن لا ننسى أن الطالب هو طرف بمجهول واحد وليكن س أو X – كما يحلوا للهيئات التدريسية العُليا تسميّته ظنًا منهم أن ترميز المجاهيل باللغة الإنكليزية يعني أن المناهج أصبحت عالمية – لكن الطرف الآخر بمجاهيل كثيرة كون خبرته الحياتية أعلى، لهذا السبب يلعب الدور الأكبر في إيجاد قيم هذه المجاهيل لكي يتساوى طرفه مع الطرف الآخر.
إقرأ المزيد

ما مدى قوة الدماغ البشري بالمقارنة مع جهاز الحاسب ؟




رغم تطور سرعة وقوة أجهزة الحواسيب حالياً إلا انها ما تزال بعيدة كل البعد عن الدماغ البشري، حيث يتم برمجة أجهزة الحواسيب لأداء مهام فريدة ومحددة مثل التحدث أو لعب الشطرنج.
ولكن عند قياس إمكانيات جهاز الحاسب مع قدرات العقل البشري بشكل كامل يظهر اختلاف واضح وان العلاقة بين الاثنين غير وثيقة ومتشابهة.
وحاول العلماء على مدى السنوات القليلة الماضية وبمختلف الطرق المتنوعة الحصول على الحاسب الخارق الذي بإمكانه تقليد درجة تعقيد ومعالجة قوة الدماغ البشري الحقيقي.
وتعمل الحواسيب الفائقة بشكل عام وفق نظم معالجة متوازية وتتطور باستمرار تماشياً مع قانون مور الذي ينص على ان عدد الترانزستورات ضمن الرقاقة يتضاعف كل ثمانية عشر شهرأ، مما يعني امكانية تأدية رقاقة واحدة وظيفة مجموعة معالجات متوازية مستقبلاً.
ويعمل الدماغ البشري بشكل متوازي أيضاً، ولكن ضمن نطاق مختلف عن الحواسيب الفائقة، ووفقاً لعلماء الأحياء فإن الدماغ البشري يمتلك ما يقارب من 90 مليار خلية عصبية مرتبطة معاً بكل معنى الكلمة، مما يعني تواجد أكثر من 220 تريليون نقطة اتصال تسمى نقاط الاشتباك العصبي أو المشابك العصبية.
ولا تتواجد حواسيب فائقة قادرة على تشغيل برامج محاكاة للدماغ بشري حتى الآن، وبوفر نظام الاتصال المتكامل والمتقن داخل الدماغ مئات التريليونات من المسارات المختلفة للإشارات الدماغية بحيث يمكنها التنقل من خلالها.
ويعمل العلماء على محاولة تقليد قدرة الدماغ البشري رقمياً، واحتاجوا قبل سنوات قليله إلى أكثر من 82.000 معالج يعملون على أحد أسرع الحواسيب العملاقة في العالم من أجل تقليد ثانية واحدة من نشاط دماغ الإنسان.
ويقدر الباحثون أن محاكاة الدماغ البشري تحتاج على الأقل إلى جهاز مع قدرة حسابية 36.8 بيتافلوب petaflops، وتعتبر البيتافلوب مكافئة لألف تريليون عملية نقطة عائمة في الثانية الواحدة، مع ذاكرة وصول عشوائي تبلغ 3.2 بيتابايت أو 3200 تيرابايت.
ولا يتوقع الوصول إلى هذه القدرات وفق مقاييس التكنولوجيا العملاقة اليوم قبل ثلاث سنوات على الأقل.
وقال بون كوابينا الباحث الرئيسي والاستاذ المساعد في قسم الهندسة الحيوية في جامعة ستانفورد “أحد التحديات الرئيسية في بناء نظام بنى عصبية عبر السيليكون هو أن كل عصبون يتصل مع الآخرين من خلال 8000 نقطة اشتباك عصبي”.
وأضاف بون “نحتاج إلى حوالي 20 ترانزستور لتنفيذ مشبك واحد، ويتضح ان إمكانية بناء ما يعادل حوالي 220 تريليون نقطة اشتباك عصبي عبر الترانزستور والسيليكون ليست مشكلة سهلة الحل لدينا”.
وأشارت دراسة بحثية تم نشرها مؤخراً إلى إكتشاف إمكانية احتفاظ الدماغ البشري بالمعلومات بكمية أكبر عشر مرات مما كان يعتقد سابقاً، ويعتقد العلماء الآن ان قدرة الدماغ البشري تدور حول بيتابايت أي ما يقارب من ألف تيرابايت.
وتم نشر العديد من الأبحاث في الآونة الأخيرة حول هذه القضية والتي تلقي الضوء على أهمية المقارنة والتنافس حسابياً بين الدماغ البشري والحاسب.
ويمتلك البشر العديد من الأشياء المذهلة بما في ذلك مقدرتهم في التعرف على الأنماط والقدرات اللغوية والتفكير الإبداعي، وعلى الرغم من تحسن سرعة الحواسيب في التعرف على الأنماط إلا ان معظم البرامج ما زالت تقوم بذلك بمستوى طفل صغير.
ويعتبر النمط الكلاسيكي للتعرف على الأنماط هو مقدرة التعرف على الوجوه، بحيث يمكن للإنسان التعرف على الوجوه في مجموعة متنوعة من السياقات.
ويمكن للإنسان التعرف على الوجوه مختلفة الأعمار أو المقنة أو المتغيرة تبعاً لتغير شعر الوجه، بينما لا تقوم أجهزة الحواسيب بتأدية هذه المهام بشكل جيد مشابه للبشر.
وتعتبر أجهزة الحواسيب أقوى من البشر عندما يتعلق الأمر بتنفيذ تعليمات بسيطة خطوة بخطوة، بينما يتفوق البشر على الحواسيب في المهام التي لا يمكن تحليلها وتجزئتها بسهولة إلى خطوات بسيطة متتابعة.
وتهدف مجالات علوم الحاسب والذكاء الصنعي والتعلم الآلي في تحليل وتجزئة المشاكل إلى قطع صغيرة بحجم بايت ليسهل هضمها واستيعابها من قبل أجهزة الحاسب.
ويمكن اعتبار أجهزة الحاسب حتى الآن بمثابة أطفال رضع ليس بإمكانهم تعليم نفسهم كيفية حل المشاكل المعقدة وتجزئتها إلى مهام بسيطة ومتتابعة وتحتاج بشكل مستمر إلى قدرة الدماغ البشري.
إقرأ المزيد